هـذه قصيدة للامام تركي بن عبدالله المؤسس الثاني للدوله السعوديه التي يسندها على ابن عمه مشاري الذي كان مسجون في مصر من الاتراك مع مجموعه من اقربائه وغيرهم من اتباعه.
طار الكرى عن موق عيني وفرا****وفزيت من نومي طرالي طواري
وابديت من جاش الحشى ما تدرا****واسهرت من حولي بكثر الهذاري
خط (ن) لفاني زاد قلبي بحرا****من شاكي(ن) ضيم النيا والعزاري
سر يا قلم واكتب على ماتورا**** ازكا سلام(ن) لابن عمي مشاري
شيخ (ن) على درب الشجاعه مضرا(ن)****من لابه يوم الملاقا ضواري
ياما سهرنا حاكم(ن) مايطرا****واليوم دنيا ضاع فيها افتكاري
اشكي لمن تشكي له الجود طرا****ضراب هامات العدا ما يداري
ياحيف ياخطوا الشجاع المضرا****في مصر مملوك(ن) لحمر العتاري
من الزاد غادي له سنام وسرا****من الذل شبعان(ن) ومن العز عاري
وش عاد لو تلبس حريرن يجرا**** ومتوجا تاج الذهب بالزراري
فدنياك يبن العم هذي مغرا****ولا خير في دنيا تورى النكاري
تسقيك حلو(ن) ثم تسقيك مرا****ولذاتها بين البريا عواري
اكفخ بجنحان السعد لا تدرا ****فالعمر مايقاه كثر المداري
مافي يد المخلوق نفعا وضرا****ما قدر الباري على العبد جاري
واسلم وسلمي على من تورا****واذكرا لهم حالي وما كان جاري
ان سايلو عني فحالي تسرا****قبقب شراع العز لوكنت داري
يوم ان كلن من خويه تبرا**** حطيت الاجرب لي خوي(ن) يباري
نعم الرفيق اللي صطا ثم جرا****يودع مناعير النشاما حباري
رميت عني برقع الذل برا****ولا خير في من لا يدوس المحاري
يبقى الفخر وانا بقبري معرا****وافعال تركي مثل شمس النهاري
احصنت نجد عقب ماهي تطرا**** مصيونه عن حر لفح الهذاري
نزلتها غصب(ن) بخير وشرا****وجمعت شمل(ن) بالقرايا وقاري
والشرع فيها قد مشى واستمرا****ويقرى بها درس الضحى كل قاري
زال الهوى والغي عنها وفرا****ويقضي بها القاضي بليا مصاري
وان سلت عن من قالي لي لا تزرا****نجد غدت باب(ن) بليا سواري
ومن امن الجاني كفا ماتحرا****وتازي جريمه بالقريا وقاري
واجهدت في طلب العلا لين قرا****وطاب الكرى مع لاسعات الخزاري
ومن غاص غبات البحر جاب درا****واضوت مصابيح السرى كل ساري
وانا احمد اللي جاب لي ماتحرى****واذهب غبار الذل عني وطاري
والعمر مايزداد مثقال ذرا****عمر الفتى والرزق في كف باري
وصلاه ربي عد ماخط بالرا****على النبي ما طاف بالبيت عاري
مناسبة النص:
مقتضى الأبيات يشير إلى أن هذا النص قيل في سنة1240ه بعد أن قام الإمام تركي بن عبد الله بطرد العسكر التركي من نجد ،حيث وجه الإمام تركي من خلال أبيات القصيدة دعوة إلى مشاري بن عبدالرحمن يحثه فيها على الهرب من مصر والعودة إلى نجد ويفهم أن مشاري قد بعث برسالة من مصر إلى الإمام تركي يشتكي فيها معاناته وفقا لهذا:
خط لفانـي زاد قلبـي بحـرا **** من شاكي(ن) ظيم النيا والعزاري
يا حيف ياخطو الشجاع المظرا **** في مصر مملوك(ن) لحمر الخداري
من الزاد غادله سنامن وصرا****ومن الذل شبعان(ن) ومن العز عاري
ترجمة الشاعر:
هو الإمام تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود، والإمام تركي بن عبد الله هو مؤسس الدولة السعودية الثانية ولد عام 1183ه في الدرعية ،وكان أميرا على الرياض من عام 1225ه حتى سقوط الدرعية في1233ه بعد المصالحة بين الإمام عبد الله بن سعود و إبراهيم باشا ولم يرتحل تركي بن عبد الله إلى مصر بل قصد جنوب الرياض هو وأخوه زيد واختفى متحيناً الفرص يقول ابن بشر "ولم يزل يتنقل في العربان والبلدان ثم نزل بلد الحلوة فلما أراد الله تمام نعمته على المسلمين وحقن دمائهم وجمع شملهم رحل بمجموعه رجال من الحلوة وقصد بلد عرقة وثبته الله ونصره وحارب الترك وغيرهم" وكان ذلك في رمضان عام 1238ه ولم تنته سنة 1240ه حتى تمكن من طرد الغزاة من بلدان نجد والرياض واستتم له الأمر .و قد اشتهر رحمه الله بالشجاعة الفائقة ولقب براعي الأجرب (وهو اسم سيفه) وتميز بالتدين والحنكة ورجاحة العقل وسداد الرأي ،مات شهيدا في يوم الجمعة 30ذي الحجة عام
يقول ابن بشر "دخلت السنة الحادية والأربعون بعد المائتين والألف وتركي بن عبد الله رحمه الله في الرياض وبلدان نجد كلها سامعة مطيعة ..فاطمأنت بعدله الرعايا وأمنت البلدان و القرايا ..ورفع الله بولايته عن المسلمين المحن وزالت عنهم الحروب والفتن ..وفيها أقبل مشاري بن عبد الرحمن بن مشاري بن سعود هاربا من مصر،فقدم على خاله تركي بن عبد الله في الرياض فأكرمه وأعطاه عطايا جزيلة واستعمله أميراً في بلد منفوحة".
امل ان ينال ما قدمته على إعجابكم واستحسانكم ودمتم بالف خير [b]